والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على
المسروق ومكان الضـالة وقيل وهو الكاهن .
حيث إن العراف هو في مجموعه اسم للكاهن والمنجم والرمال
ونحوهـم ممن يتكلم في معـرفة الأمور بهذه الطرق..
والتنجيم : هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية..)
في الآونـة الأخيـرة كثر تعامل البسطاء من الناس مع من
يسمي نفسه الشيخ فلان..
وعندما تذهب لهذا الشيخ تجده وقد جلس في غرفة مظلمة..وأمامه
موقد نحاسي تشتعل فيه نار هادئة..والحجرة يعبقها البخور..
وعندما تنظر إليه تجده وقد أطال لحيته..فتطمئن نفسك قليلا..
ولكن ما إن ينظر إليك بعينيه الخبيثتين حتى تعتريك رجفة..تظنها
ناجمة عن مهابة الرجل..وتقول في نفسك:
هذا طبيعي..فكيف لا وهو الشيخ العلامة الذي أوتي من الأسرار م
ا جعله حجة في الانتصار على الجن ودحرهم..
ثم تقدم ساقا وتؤخر أخرى مقتربا منه بحذر حتى يأمرك بالجلوس..
فتجلس بين يديه ليفاجئك بأنه يعرفك ويناديك باسمك..بل ويعرف
لم جئته؟..فتطمئن له نفسك..وتقول:
هو ذا من سيريحني من معاناتي..
من ثم تسلمه قياد نفسك..فيبدأ بطلب أشياء غريبة منك بعد أن
يقنعك بأن هذا هو المطلوب لفك السحر الذي يعتريك..
وهذه الطلبات على غرار:
ديك أزرق اللون..أو دجاجة عاقر..أو أي شيء من هذا القبيل..
وبالطبع تعلن عجزك الكامل عن تلبية تلك الطلبات..من ثم يتطوع هو
بإحضار تلك الطلبات مقابل المال طبعا..ولا ينسى أن يدعي أنه إنما
يفعل ذلك لمساعدتك لوجه الله ولعمل الخير..
من ثم يدخلك في دوامة من الوهم..ولا تذهب الأعراض عنك..بل ربما
تزداد سوءا..وهكذا دواليك..
وبالرغم من أن الكثيرين قد وقعوا ضحية لمثل هؤلاء النصابين..
إلا أن تلك السلسلة من الحوادث لا تنتهي..ذلك أن كل مريض
يكون كالغريق الذي يطرق كل الأبواب بحثا عن الشفاء..فيقنع نفسه
أن الشيخ فلان هو رجل صالح بحق..ولا يمكن أن يكون نصابا كالآخرين..
بل إن بعض هؤلاء عندما يسقط في قبضة الشرطة..تجد الناس
قد فزعوا له غير مصدقين بأنه نصاب..ويصبون جام غضبهم ولعناتهم
على الشرطة..في الوقت الذي يتوعد فيه المشعوذ الشرطة وهم
يقتادونه بالويل والثبور وعظائم الأمور.. هذه هي الصورة
التي ستدور في ذهن أيا منا إن تحدثنا عن الكهنة والمشعوذين..